لما بلغتُ إمام العدْل قلتُ لهم ... قد كان من طُول إدْلاجي وتهْجيري
أراد قد كان طول إدلاجي وتهجيري. ومنه قول الآخر:
وكنت أرى كالموت من بين ساعة ... فكيف ببَيْنٍ كان موعده الحشر
أراد وكنت أرى بين ساعة كالموت. ومثله قول الآخر:
يظلُ به الحرباءُ يَمْثلُ قائما ... ويكثرُ فيه من حنينِ الأباعر
أراد ويكثر فيه حنين الأباعر.
وممن رأى زيادة "من" في الإيجاب الكسائي، وحمل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصوّرون" فقال: أراد إنّ أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. وممن رأى ذلك أبو الفتح بن جني، وحمل عليه قراءة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (وإذ أخذ الله ميثاقَ النبيّين لمّا آتيناكم) أراد وإذ أخذ الله ميثاق النبيي لممّا آتيناكم، فزاد من في الواجب وأدغم نونها في ميم "ما" فصارت لمما، بثلاث ميمات فحذفت الأولى وبقيت لمّا بميمين، أولهما بدل من نون، والثانية ميم ما، وأشرت بقولي "وربما دخلت على حال" إلى قراءة زيد بن ثابت وأبي الدرداء وأبي جعفر وزيد بن علي والحسن ومجاهد (ما كان ينبغي لنا أنْ