نُتَّخذ من دونك من أولياء).
وإذا دخلت من على قبل وبعد ولدن وعن فهي زائدة، لأن المعنى بثبوتها أو سقوطها واحد. وإذا دخلت على عند ولدى ومع وعلى فهي لابتداء الغاية. و"عن" بعد دخول من بمعنى جانب و"على" بمعنى فوق. قال جرير في "من عن":
وإني لعفُّ الفقر مشترك الغنى ... سريعٌ إذا لم أرْضَ داري انتقاليا
جريءُ الجَنان لا أُهالُ من الرَّدى ... إذا ما جعلتُ السيفَ من عن شماليا
وقال آخر:
ولقد أراني للرّماحِ دريئةً ... من عن يميني تارةً وشمالي
وقال آخر في من عليه:
غدتْ مِن عليه بعد ما تمَّ ظمؤها ... تصلُّ وعن قيْض بَزيزاءَ مَجْهَل
فهذا مما تختص به "من" وتختص أيضا من في القسم بالرَّبِّ نحو من ربّي إنك لأشر. وقد يقال مُن ربّي بضم الميم. ولا يجوز ذلك في غير قسم، وكاختصاص "من" في القسم بالربّ اختصاص التاء واللام فيه بالله نحو (تاللهِ لقد آثرك الله علينا)، ولله لا يؤخر الأجل. وشذ دخول اللام على الله ودخول التاء على الرب، روى ذلك الأخفش. ومن ذلك قول الشاعر: