ومنها قول لقيط الإيادى.
يا دارَ ميّةَ من مُحْتلّها الجرَعا ... هاجتْ لي الهمَّ والأحزانَ والوجَعا
ومنها إنشاد سيبويه لكعب بن زهير:
فلم يَجدوا إلّا مناخَ مطيّة ... تجافى بها زَوْر نبيلٌ وكَلكلُ
ومَفحصَها عنها الحصا بجرانها ... ومَشْيَ نواج لم يَخُنهُنَّ مَفْصِلُ
وسمرٌ ظباءٌ راسهنّ بُعيدما ... مضتْ هجمةٌ من آخر الليلِ ذُجّلُ
ومثله قول الآخر:
مُستعانٌ العبدُ الإلةَ يُريه ... كلّ مُستصْعب من الأمر هيْنا
فصل: ص: يجيء بعد المصدر الكائن بدلا من الفعل معمولٌ عاملُه على الأصح البدل لا المبدل منه وفاقا لسيبويه والأخفش.
ش: المصدر الكائن بدلا من الفعل الذي يمتنع أن يباشره عامل ظاهر، ويصلح في موضعه فعل عارٍ من حرف مصدري. وقد بينت في باب المفعول المطلق مواقعه، دون تعرض لتعدّيه. والغرض هنا بيان مواقعه متعديا، وأكثر وقوع المتعدي أمرا كقول الشاعر:
يَمرُّون بالدَّهْنا خفافًا عيابُهم ... ويَخرجْنَ من دارين بُجْرَ الحقائب
على حين ألهى الناسَ جُلُّ أمورهم ... فنَدْلا زُريقُ المالَ ندْل الثعالبِ
وكقول الآخر:
هجرًا المظهرَ الإخاءَ إذا لم ... يكُ في النائبات جدَّ معينِ