فقال حجن المخالب، كما يقال حجن مخالبها، أي لا يغتالها فقد الشبع.
ومن وقوع الألف واللام خلفا عن الضمير في غير هذا الباب قوله تعالى (فأمّا مَن طغى* وآثر الحياة الدُّنيا * فإنَّ الجحيم هي المأوى * وأمّا من خاف مقامَ ربِّه ونهى النَّفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى). ومن ذلك قول الأعشى القيسي:
وأمّا إذا ركبُوا فالوجُو ... هـ في الرَّوْع مِن صدأ البيضِ حُمّ
أي فوجوههم، فجعل الألف واللام خلفا عن الضمير، ومن ذلك قول الآخر:
ولكن نرى أقدامنا في نعالكم ... وآنفنا بين اللحى والحواجب
أي بين لحاكم، فجعل الألف واللام خلفا عن الضمير. ومن ذلك قول ذي الرمة:
تخلّلنَ أبوابَ الخدور بأعْيُنٍ ... غرابيب والألوانُ بيضٌ نواصِعُ
وقد سوّى سيبويه بين ضُرب زيد ظهره وبطنه وضُرب زيد الظهر والبطن، وبين مطرنا سهلنا وجبلنا ومطرنا السهل والجبل. فالظاهر من قوله أنه موافق لقول الفراء، وليس هذا على تقدير "منه" إذ لو كان ذلك لاستوى وجود الألف واللام وعدمها، كما استويا في مثل البر الكرّ بستين، فكان يجوز أن يقال ضُرب زيد ظهر وبطن ومطرنا سهل وجبل، كما جاز أن يقال البر الكر بستّين، والتمر منوان بدرهم، لأن البعضية مفهومة مع عدم الألف واللام، كما هي مفهومة مع وجودهما.
ومن الاستغناء عن الضمير بالألف واللام قوله تعالى (وإنّ للمتقين لحسن