مآب * جنّاتِ عدْن مُفَتّحةً لهم الأبوابُ). أي مفتحة لهم أبوابها. وزعم بعضهم أن الأبواب بدل من ضمير مستكن في مفتحة. وهذا لا ينجيه من كون الألف واللام خلفا عن الضمير؛ لأن الحاجة [إليه] في الإبدال كالحاجة إليه في الإسناد.

وقول الفراء العرب تقول لمن لم يمت إنك مائت عن قليل، ولا يقولون لمن قد مات هذا مائت إنما يقال في الاستقبال. وكذا يقال هذا سيّد قومه، فإذا أخبرت أنه سيسودهم قلت هو سائد قومه عن قليل.

وكذا الشرف والطمع وأشباههما إذا قصد بهما الاستقبال صيغت على فاعل. وإلى هذا أشرت بقولي: وإذا قصد استقبال المصوغة من ثلاثي على غير فاعل ردت إليه بصيغة فاعل. ومن هذا الردّ قوله تعالى: (فلعلّك تاركٌ بعضَ ما يُوحى إليك وضائقٌ به صدرُك) وعلى هذا المعنى قراءة بعض السلف (إنك مائت وإنهم مائتون) والمعنى على قراءة الجماعة وإنك وإياهم وإن كنتم أحياء فأنتم في عداد الموتى، لأن ما هو كائن فكأن قد كان، وهذا شبيه بـ (أتى أمرُ الله فلا تستعجلوه) وعلى هذا نبهت بقولي: ما لم يقدر الوقوع. ومن الردّ إلى فاعل بقصد الاستقبال قول الحكم بن صخر:

أرى الناسَ مثل السَّفر والموتُ منهلٌ ... له كلَّ يومٍ واردٌ ثم واردُ

إلى حيثُ يشفي اللهُ من كان شافيا ... ويَسْعَدُ مَن في علمه هو ساعدُ

ومثله قول قيس بن العيزاره:

فقلتُ لكَمْ شاةٍ رعيتُ وجاملٍ ... فكلُكُم من ذلك المالِ شابعُ

وأشرت بقولي: وإن قصد ثبوت معنى اسم الفاعل عومل معاملة الصفة المشبهة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015