غلاماهما، وبرجال حسنِين غلمانهم. وعلى هذا نبهت بقولي وتثنى وتجمع جمع المذكر السالم على لغة "يتعاقبون فيكم ملائكة".

ثم قلت: وقد تعامل غير الرافعة ما هي له إن قرن بأل معاملتها إذا رفعتهن فأشرت بذلك إلى أنه قد يقال مررت برجل حسنةٍ العين كما يقال حسنت عينه. وحكى ذلك الفراء في معاني سورة "ص" قال: العرب تجعل الألف واللام خلفا من الإضافة فيقولون مررت على رجل حسنةٍ العين قبيحٍ الأنف، والمعنى حسنة عينه، قبيح أنفه.

قلت: فعلى هذا يقال مررت برجل حسان الغلمان، وبرجل كريمة الأم، وبامرأة كريم الآباء وكريم الأب، كما يقال مررت برجال حسان غلمانهم وبرجل كريمة أمه وبامرأة كرام آباؤها وكريم أبوها ومنه قول الشاعر:

أيا ليلةً خُرْسَ الدَّجاجُ سَهرتُها ... ببغدادَ ما كادتْ عن الصُّبْح تَنْجلي

فقال خُرس الدجاج كما يقال خرساء دجاجها. ومثله قول الآخر:

فماحت به غرَّ الثنايا مفلّجا ... وسيمًا جلا عنه الظلام موشّما

أراد فمًا غر الثنايا، فجمع مع الألف واللام، كما يجمع مع الضمير إذا قيل فماحت فمًا غُرًا ثناياه. ومثله قول الآخر في وصف عقاب:

تأوي إلى قُنُّة خلقاءَ راسيةٍ ... حُجْن المخالبِ لا يغتالُها الشِبَع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015