أي توقّيه على اليمين أروح له.

وقد حذف المفضول وأفعل ليس بخبر، فمن ذلك قوله تعالى: (فإنّه يعلم السرَّ وأخفى) ومن ذلك قول الشاعر:

دنوتِ وقد خلناكِ كالبدر أجملا ... فظلَّ فؤادي في هواكِ مُضَلَّلا

أي دنوت أجمل من البدر وقد خلناك مثله. ومثله:

يُبَلّغك مَن أرضاك قِدْمًا أجدّ في ... مراضيه كالمسبوق إن زاد سابقُ

ومنه قول رجل طيء:

عملًا زاكيا تَوَخّ لكي تُجـ ... ــــزَى جزاءً أزكى وتُلفى حميدا

أي لكي تجزى جزاء أزكى من العمل الزاكي. ومثله:

تروَّحي أجْدَرَ أن تقيلي ... غدًا بجنبَيْ بارِدٍ ظليل

أي تروحي وائتي مكانا أجدر بأن تقيليه، أي تقيلي فيه. وهذا أغرب من الذي قبله، لكثرة الحذف فيه.

ولا توجد من جارة للمفضول إلا وأفعل عار من الإضافة والألف واللام. وندر إيقاع من بعد مضاف إلى مالا اعتداد بذكره. والإشارة بذلك إلى قول الشاعر:

نحن بغَرسِ الودِيِّ أعلمُنا ... منّا بركضِ الجيادِ في السُّدَف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015