ومن ذلك قول زهير:
يمينًا لنِعم السّيدان وُجدتما ... على كل حال من سَحيل ومُبْرَم
ومن ذلك قول الآخر:
إن ابنَ عبدِ الله نعـ ... ــــم أخو الندى وابنُ العشيره
ومثله:
إني إذا أُغلِقَ باب الصَّيْدانِ ... نعم شَفيعُ الزائرِ المستأذِن
وإن ذكر وقدّم والكلام جملتان قدّر المخصوص مبتدأ مؤخرا كقول الله تعالى (ولقد نادانا نوحٌ فلنِعْمَ المجيبون) وكقوله تعالى (والأرضَ فَرشْناها فنِعم الماهِدون) ومنه قول الشاعر:
إنّي اعتَمَدْتُك ياَيز ... يدُ فنعم مُعتَمدُ الوسائلْ
أراد فنعم معتمد الوسائل أنت.
ومن حق المخصوص بالمدح والذم أن يكون معرفة أو مقاربا لها بالتخصيص نحو نعم الفتى رجل من بني فلان، ونعم العمل طاعة وقول معروف. ومن حقه أيضا أن يصلح للإخبار به عن الفاعل موصوفا بالممدوح بعد نعم كقوله في نعم الرجل زيد: الرجل الممدوح زيد، وبالمذموم بعد بئس كقولك في بئس الولد العاق أباه: الولد المذموم العاق أباه.
فإن ورد ما لا يصلح جعل آخره خبرا عن الفاعل تؤوّل وقدّر بما يردّه إلى ما