وفي توبيخ دون استفهام كقولك:

خمُولًا وإهمالًا وغيرُك مُولعٌ ... بتَثْبيتِ أسبابِ السيادةِ والمجدِ

وقد يفعل هذا من يخاطب نفسه كقول عامر بن الطفيل "أغُدةً كغُدَّة البعير ومَوْتًا في بيت سَلُولِيَّة". وقد يقصد بمثل هذا غائب في حُكم حاضر كقولك وقد بلغك أن شيْخا يُكثر اللهو واللعب: ألَعبًا وقد علاه الشيبُ?

ومثال الكائن في تفصيل عاقبة طلب قوله تعالى: (حتّى إذا أثخنتموهم فشُدُّوا الوثاقَ فإمّا مَنًّا بعدُ وإمّا فداءً) ومثال المفصل به عاقبة خبر قول الشاعر:

لأجْهدنَّ فإمّا درْءَ واقعةٍ ... تُخْشى وإمّا بُلوغَ السُّؤْلِ والأملِ

ومثال النائب عن خبر اسم عين بتكرير قول الشاعر:

أنا جِدًّا جدّا ولَهْوُك يَزْدا ... دُ إذنْ ما إلى اتّفاقٍ سَبِيلُ

ومثال النائب بحصر قول الشاعر:

ألا إنّما المُسْتوجِبون تفضُّلا ... بدارا إلى نَيْل التقدُّمِ في الفضلِ

واشترط كون هذا بتكرير ليكون أحد اللفظين عوضا من ظهور الفعل فثبت بذلك سبب التزام إضمار الفعل، وقام الحصر مقام التكرير، لأنه لا يخلو من لفظ يدل عليه وهو إلا بعد نفي، أو إنما فجعل ذلك أيضا عوضا، ولأن في الحصر من تقوية المعنى ما يقوم مقام التكرير واشترط كون المخبر عنه اسم عين، لأنه لو كان اسم معنى لكان المصدر خبرا فيرتفع كقولك جِدُّك جِدٌّ عظيمٌ، وإنما بدارُه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015