وقد نَغْنى بها ونرى عُصورا ... بها يقْتَدْننا الخُرُدَ الخِدالا
ومثال ذلك والضمير منصوب قول الشاعر:
أساء ولم أجْزه عامر ... فعاد بحِلمي له مُحْسِنا
ومثال ذلك والضمير مجرور قول الشاعر:
إذا هي لم تسْتَكْ بعود أراكةٍ ... تُنُخِّلَ فاستاكتْ به عودُ إسْحِلِ
ومن المحتمل لإعمال الأول والثاني قول الشاعر:
على مثل أُهْبان تشقُّ جُيوبَها ... وتُعْلِنُ بالنَّوحِ النساءُ الفواقدُ
وأكثر النحويين لا يجيزون ضربته وضربني زيد، ومررت به ولقيني عمرو، لاشتماله على تقديم ضمير هو فضلة على مفسر متأخر لفظا ورتبة. وإنما يغتفر ذلك في ضمير مرفوع لكونه عمدة غير صالح للاستغناء عنه. هذا تعليل المبرد ومَن وافقه من البصريين. وأما الكوفيون فلا فرق عندهم بين الفضلة والعمدة في المنع، فلا يجيزون ضربوني وضربت قومك، ولا ضربته وضربني زيد.
والصحيح جوازهما لثبوت السماع بذلك في الأبيات المتقدمة الذكر، إلا أن تقديم المرفوع أسوغ لكونه غير صالح للحذف، وقلّ تقديم غيره. وقد تقدّم في كتابي هذا بيان ما يدل على صحة ما ذهبتُ إليه في هذه المسألة فلا حاجة إلى إعادته وبعض من لا يجيز تقديم الضمير يلتزم تأخيره وإظهاره إن لم يستغن عنه نحو ظنني وظننت زيدا فاضلا وظنني وظننت زيدا فاضلا إياه. ومثال ما يُؤدي فيه مطابقة الضمير مفسره إلى تخالف خبر ومخبر عنه قولك: ظناني وظننت الزيدين