لئِنْ كان ما حُدِّثته اليومَ صادقا ... أصُمْ في نهارِ القيْظ للشمسِ باديا
ولا يستغنى بجواب قسم متأخر أصلا. فقد علم بهذا الفرقُ بين اجتماع الشرط والقسم وبين تنازع العاملين وصح ما اخترناه والحمد لله تعالى.
ص: وتعمل الملغَى في ضمير المتنازع غالبا، فإن أدّت مطابقته إلى تخالف خبر ومخبر عنه فالإظهار. ويجوز حذف المضمر غير المرفوع ما لم يمنع مانع ولا يلزم حذفه أو تأخيره معمولا للأول خلافا لأكثرهم. بل حذفه إن لم يمنع مانع أولى من إبقائه متقدما ولا يحتاج غالبا إلى تأخره إلا في باب ظن.
ش: تناول قولي "ويعمل الملغَى في ضمير المتنازع" أن يكون أوّلا وأن يكون ثانيا وأن يكون المضمر مرفوعا ومنصوبا ومجرورا. فمثال ذلك في إلغاء الأول والمضمر مرفوع قول الشاعر:
جَفوني ولم أجفُ الأخلاءَ إنني ... لغيرِ جميل من خليلي مهمِلُ
ومثال ذلك والمضمر منصوب قول الشاعر:
إذا كنتَ تُرضيه ويُرضيكَ صاحبٌ ... جهارا فكنْ في الغيب أحفظ للعَهْدِ
وألْغ أحاديثَ الوُشاة فقلَّما ... يُحاوِلُ واشٍ غير تغييرَ ذي وُدّ
ومثال ذلك والمضمر مجرور قول الشاعر:
وثقتُ بها وأخلفتْ أمُّ جُنْدُب ... فزاد غرامَ القلبِ إخلافُها الوَعْدا
ومثال ذلك في إلغاء الثاني والضمير مرفوع قول الشاعر: