المنوي وأجاز الأخفش نيابة الظرف الذي لا يتصرف نحو أن تقول جُلس عندك، ومذهبه في هذه المسألة ضعيف.
وأجاز هو والكوفيون نيابة غير المفعول به مع وجوده، وبقولهم أقول، إذ لا مانع من ذلك مع أنه وارد عن العرب، ومنه قراءة أبي جعفر: (ليُجزَى قومًا بما كانوا يكسبون) فأقام الجار والمجرور مقام الفاعل وترك قوما منصوبا وهو مفعول به، ومثل هذا القراءة قول الشاعر:
ولو وَلَدتْ قُفَيرةُ جَرْوَ كلبٍ ... لسُبَّ بذلك الجرو الكلابا
فأقام الجار والمجرور مقام الفاعل ونصب الكلاب وهو مفعول به. ومثله قول الراجز:
أُتيح لي من العِدَى نذيرا ... به وُقيتُ الشرَّ مُسْتطيرا
ومثله:
وإنما يُرضي المُنيبُ ربَّه ... ما دام مَعْنيّا بذكرٍ قلبَهُ
ومثله في أحد الوجهين:
لم يُعْنَ بالعلياء إلا سيْدا ... ولا شَفَى ذا الغَيِّ إلا ذو الهدى
وزعم ابن بابشاذ أن جرو كلب منادى والكلاب منصوب بولدتْ. قال ابن