وقال آخر:

أشاءُ ما شئتِ حتى لا أزالَ لما ... لا أنت شائيةٌ من شأننا شانى

وكقول الآخر:

وأنت امرُؤ منا خلقت لغيرنا ... حياتُك لا نفعٌ وموتُك فاجعُ

وكقول الآخر:

إني تركتك لاذا عسرة تربا ... فاستعففن واكف من وافاك ذا أمل

ومثله:

قهَرتُ العدا لامستعينا بعصبة ... ولكن بأنواع الخدائع والمكر

ولم يقصر المبرد ترك التكرار على الضرورة، بل أجازه في السعة، ووافقه ابن كيسان، ولا حجة لهما في قول العرب: لا نولك أن تفعل، فإنهم أوقعوه موقع: لا ينبغي لك أن تفعل، فاستغنوا فيه عن تكرار لا، كما يستغنون فيما هو واقع موقعه.

وقد يؤول العلم بنكرة، فيركب مع لا إن كان مفردا، وينصب بها إن لم يكن مفردا، فالأول كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده". وكقول الشاعر:

أرى الحاجاتِ عند أبي خُبَيْبٍ ... نَكِدْنَ ولا أميّةَ بالبلاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015