وقرأ حمزة بنصب "الساعة" ولم يختلف في رفع "والله ولي المتقين".

وحمل سيبويه ما أوهم العطف قبل التمام على التقديم والتأخير فالتقدير عنده في: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى). إن الذين آمنوا والذين هادوا مَنْ آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك. وأسهل من التقديم والتأخير تقدير خبر قبل العطف مدلول عليه بخبر ما بعده، كأنه قيل: إن الذين آمنوا فرحون، والذين هادوا والصائبون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فإنّ حذْف ما قبل العطف لدلالة ما بعده مقطوع بثبوته في كلام العرب قبل دخول إن، كقول الشاعر:

نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راضٍ والرأيُ مختلف

وبعد دخولها، كقول الآخر:

خليليّ هل طبٌّ فإني وأنتما ... وإن لم تبُوحا الهوى دَنِفان

وأنشد سيبويه قول الفرزدق:

إني ضَمنتُ لمن أتاني ما جَنى ... وأبى فكان وكنت غيرَ غَدورِ

ثم قال: ترك أن يكون للأول خبر حين استغنى بالآخر.

ومثل إنّ ولكنّ في رفع المعطوف على معنى الابتداء أنّ إذا تقدمها عِلْم أو معناه، فمعناه كقوله تعالى: (وأذانٌ من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريءٌ من المشركين ورسولُه). وصريح العلم كقول الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015