طلبوا صُلْحَنا ولات أوانِ ... فأجبنا أن ليس حين بقاء

أراد: ولات أوان صلح، فقطع أوانا عن الإضافة ونواها، وبنى أوانا على الكسر تشبيها بفعالِ.

وإضافة حين إلى لات لفظا كقول الشاعر:

لعل حلومَكم تأوي إليكم ... إذا شمَّرْتُ واضطرت شذاتي

وذلك حين لات أوانِ حلم ... ولكن قبلها اجتنبوا أذاتي

وإضافة حين إليها تقديرا كقول الآخر:

تذكر حُبَّ ليلى لات حينا ... وأمسى الشيب قد قطع القرينا

وأشرت بقولي: وربما استغنى مع التقدير عن لا "بالتاء" إلى قول الشاعر:

العاطفونَ تحين لا من عاطف ... والمنعمون يدا إذا ما أنْعَموا

أراد: هم العاطفون حين لات حين ما من عاطف، فحذف حين مع لا، وهذا أولى من قول من قال: إنه أراد "العاطفونَهْ" بهاء السكت، ثم أثبتها وأبدلها تاء. وقد تجيء لات وبعدها هَنّا، كقول الشاعر:

حنّتْ نوارِ ولات هَنّا حنت ... وبدا الذي كانت نوار أجَنّت

ولا عمل للات في هذا وأشباهه، ولكنها مهملة، وهنّا في موضع نصب على الظرفية، والفعل بعده صلة لأنْ محذوفة، وأن وصلتها في موضع رفع بالابتداء، والخبر هنّا، كأنه قال: ولا هنالك حنين، هكذا قال أبو علي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015