باب التحذير والإغراء غير موجود
ص: لماضيها المجرد مبينا للفاعل فعُل، وفعِل، وفعَل، وفعلَلَ. ففعُل لمعنى مطبوع عليه ما هو قائم به، أو كمطبوع عليه، أو شبيه بأحدهما، ولم يرد يائي العين إلا هَيُؤ، ولا متصرفا يائي اللام إلا نَهُو، ولا مضاعفا إلا قليلا مشروكا، ولا متعديا إلا بتضمين أو تحويل، ولا غير مضموم عين مضارعه إلا بتداخل.
ش: احترز بماضيها من المضارع والأمر، وبالمجرد من المزيد فيه، وبالمبني للفاعل من المبني للمفعول. وأشير بمطبوع عليه ما هو قائم به إلى نحو: كرُم ولؤُم ونبُه وسفُه وجزُل وجبُن وذكر وبلد وحسن ووضؤ وصبح وفصح ورطب وصلب ووثر ووفر وكثر وحقر ونزر وكثف ولطف وضخم وضؤل وكبر وصغر ونظف وقذر ورجس ونجس. فالأصل في هذه الأفعال أن يقصد بها معان غير متجددة ولا زائلة كجودة المطبوع على الجودة، ورداءة المطبوع على الرداءة. أو معان متجددة ثابتة كفصاحة المتعلم الفصاحة، وحلم المتعود الحلم.
ومن الأول بعُد الشيء وقرُب، إذا كان البعد والقرب غير متجددين ولا زائلين، كبعد ما بين المتضادين، وقرب ما بين المتماثلين. فإذا أسند بعُد إلى ذي بعد حادث، وقرب إلى ذي قرب حادث، فلشبههما بلازمي القرب والبعد، كقولك: بعُدت بعد ما قرُبت، وقرُبت بعدما بعُدت.
ومن المستعمل لمعنى ثابت بعد التجدد فقُه الرجل، إذا صار الفقه له طبعا. وشعُر إذا صار قول الشعر له طبعا، وخطب إذا صار إنشاء الخطب له طبعا.
ومن استعمال فعُل لمعنى متجدد زائل لشبه معناه بالمعنى الذي ليس متجددا ولا