زائلا قولهم: جنُب الرجل، إذا أصابته جنابة، فإن معناه شبيه بمعنى نجُس، موافقه في الوزن. وإلى هذا وشبهه أشرت بقولي: أو كمطبوع عليه، أو شبيه بأحدهما.
وأهل فعُل فيما عينه ياء، استغناء عنه بفعِل كلان يلين، وطاب يطيب، وبان يبين، إلا ما شذ من قولهم: هيُؤ الشيء فهو هيء إذا حسنت هيئته.
وكذلك أهمل فيما لامه ياء من الأفعال المتصرفة إلا ما شذ من قولهم: نهُو الرجل، إذا كان ملازما للنُّهْية، أي العقل. وقيد الشاذ مما لامه ياء بالتصرف تنبيها على نحو: قضُو الرجل، ورمُو، وهو بمعنى: ما أقضاه وما أرماه. فإنه مطرد، وقد بين ذلك في باب التعجب.
وكذلك أهمل فعُل من المضاعف استغناء عنه بفعلَ كعزّ يعز، وذلّ يذل، وجلّ يجل، وخف يخف، إلا ما شذ من لبُبتَ بمعنى لَبِبْت، أي صرت لبيبا، وشرُرْت بمعنى شرِرت، أي صرت كثير الشر، وقلُلت بمعنى قلَلت، أي صرت قليلا، ودَمُمت بمعنى دَمَمت، أي صرت دميما، وعزُزت ياناقة بمعنى عَزَزت، أي صرت عَزُوزا، وهي الضيقة الإحليل.
ففعُل في هذه الأفعال شاذ، وهو مع شذوذه مشروك بفَعِل في فعل اللبيب، وبفعَل في البواقي.
وشذا استعمال فعُل متعديا دون تحويل في قول من قال: رحُبَكم الدخول في طاعة الكرماني، فعدى رحب لأنه ضمنه معنى وسع.
واطرد استعماله متعديا بتحويل من فَعَل الذي عينه واو، كرُمْتُه وطُلتُه. والأصل في هذا النوع فعَلته بفتح العين، فحُوِّل إلى فَعُل، ونقلت الضمة إلى الفاء، ليدل