العدل في صحيح البخاري وغيره. وذكر شيخي لا يعرف له سند صحيح، ولا سند يدنيه من التسوية، فكيف من الترجيح. ويحتمل قول عمرو بن الشريد:
أقولُ وليلِي لا تريمُ نجومُه ... ألا ليت صخرا شاهدي ومعاويا
أن يكون على لغة من يقدر استقلال ما بقي، وأن يكون على لغة من يقدر ثبوت المحذوف وبقاء ما قبله على ما كان عليه.
ولا يرخم للضرورة ما فيه الألف واللام، لأنه لا يصلح للنداء، وشرط المرخم للضرورة أن يكون لفظه صالحا لمباشرة حرف النداء فعلى هذا لا يقال في "الحمى" من قول الراجز:
أوالفا مكةَ من وُرْقِ الحمِي
إنه مرخم للضرورة، لما فيه الألف واللام، وإنما هو من الحذف المستباح فيما لا يليق به الترخيم، وعلى صورة لا تستعمل في الترخيم، كقول الشاعر:
عفت المنا بمُتالع فأبان
أراد: المنازل، وكقول الآخر:
مُفَدِّمٌ بسبا الكَتّان مبغوم
أراد: بسبائب الكتان. وعليه قوله صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات: "كفى بالسيف شا" قيل: أراد: شاهدا.