ولا يستباح في غير ضرورة ترخيم منادى عار من علمية ومن هاء تأنيث، وشذ قولهم في صاحب: ياصاح، وفي كروان: ياكرا. وزعم المبرد أن ذكر الكروان يقال له كرا. ومن أجل قوله قلت: وأطرق كرا، على الأشهر، لأن الأشهر في: أطرق كرا: أطرق يا كروان، فرخم، وحقه ألا يرخم لأنه اسم جنس عار من هاء التأنيث، وقدر ما بقي مستقلا، فأبدت الواو ألفا، وحذف حرف النداء، وحقه ألا يحذف، لأنه اسم جنس مفرد، ففيه على ثلاثة أوجه من الشذوذ. وعلى قول المبرد لا شذوذ فيه إلا من قبل حذف حرف النداء في نداء اسم الجنس. وقد تقدم من كلامي ما يدل على أن ذلك لا شذوذ فيه إلا عند من لم يطلع على شواهد جوازه، ومن جملتها قوله صلى الله عليه وسلم: "اشتدي أزمة تنفرجي" وقوله صلى الله عليه وسلم مترحما على موسى عليه السلام: "ثوبي حجر، ثوبي حجر" وكثر حذفه آخرا مضافا إليه في النداء، كقول الشاعر:

أبا عُرْوَ لا تَبْعَد فكلُّ ابنِ حُرَّة ... سيدعوه داعِي مِيتة فيُجيب

وكقول الآخر:

أيا بن عَفْرا أبِن عُذْرًا فقد صدرت ... منك الإساءةُ واستحققت هجرانا

وقول رؤبة:

إما تَرَيْني اليومَ أمَّ حَمْزِ ... قارَبْتُ بين عَنَقى وجَمْزى

وندر حذف المضاف إليه بأسره، كقول عدي بن زيد:

ياعبدَ هلْ تذكُرُني ساعة ... في مَرْكب أو رائدٍ للقنيص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015