والأكثر في نداء الله أن يقال: اللهم، بتعويض الميم من يا، وقد اجتمعا للضرورة في قول الراجز:

إني إذا ما حدث ألَمّا ... أقول يا اللهم يا اللهما

فصل: ص: لتابع غير أي واسم الإشارة من منادى كمرفوع إن كان غير مضاف الرفع والنصب، ما لم يكن بدلا أو منسوقا عاريا من أل، فلهما تابعين مالهما مناديين، خلافا للمازني والكوفيين في تجويز نحو: يازيد وعمرا. ورفع المنسوق المقرون بأل راجح عند الخليل وسيبويه والمازني، ومرجوح عند أبي عمرو ويونس وعيسى والجرمي، والمبرد في نحو: الحارث، كالخليل. وفي نحو: الرجل، كأبي عمرو.

وإن أضيف تابع المنادى وجب نصبه مطلقا، ما لم يكن كالحسن الوجه، فله ما للحسن. ويمنع رفع النعت في نحو: يازيد صاحبنا، خلافا لابن الأنباري.

وتابع نعت المنادى محمول على اللفظ، وإن كان مع تابع المنادى ضمير جاء دالا على الغيبة باعتبار الأصل، وعلى الحضور باعتبار الحال.

والثاني في نحو: يازيد زيد، مضموم أو مرفوع أو منصوب. والأول في نحو: يا تيم تيم عدي، مضموم أو منصوب، والثاني منصوب لا غير.

ش: قد تقدم الكلام على إتباع أي واسم الإشارة، فلذلك استثنيتهما الآن، وقد تقدم أيضا أن نداء المفرد المعرفة يحدث فيه بناء على ضمة ظاهرة أو مقدرة، أو على ألف، أو على واو، فهو بذلك مرفوع، فلذلك قلت الآن: من منادى كمرفوع، فعممت بالتابع النعت والتوكيد وعطف البيان والبدل والمعطوف عطف النسق، ثم استثنيت البدل كله، والمنسوق العاري من أل، وبينت أن لهما في التابعية مالهما في حال الاستقلال بالنداء، فيقال فيهما: يا غلامُ زيدُ، ويا بشرُ وعمرُو، فتبنى زيدا في بدليته، وعمرا في عطفه كما كنت تبنيهما لو ناديتهما، وكذا تفعل بهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015