ومنه قوله:
ذا ارعواءً فليس بعد اشتعال الر ... أسِ شَيْبا إلى الصِّبا من سبيل
ومنه قوله:
لا يَغُرّنكمْ أولاءِ من القَوْ ... م جُنُوح للسّلم فهو خداع
ومن شواهد الحذف مع اسم الجنس المبني للنداء قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اشتدي أزمة تنفرجي"، وقوله صلى الله عليه وسلم مترحما على موسى عليه السلام: "ثوبي حجر ثوبي حجر" أراد: يا أزمة، ويا حجر، وكلامه أفصح الكلام.
ومن نداء الضمير ما ذكر أبو عبيدة من أن الأحوص اليربوعي وفد مع أبيه على معاوية رحمه الله، فخطب، فوثب أبوه ليخطب، فكفه وقال: ياإياك قد كُفيتك. وأنشد أبو زيد:
يا أبْجَرُ بن أبجر يا أنتا ... أنت الذي طَلِّقْت عام جُعْتا
فقول الأحوص: ياإياك، جار على القياس، لأن المنادى مفعول محذوف العامل، وما كان كذلك، وجيء به ضميرا، وجب أن يكون أحد الضمائر الموضوعة للنصب كقوله تعالى: (وإياي فارهبون) وكقوله الشاعر:
إياك خِلْتُك لي رِدْءًا فكنتَ لهم ... عليّ فيما أرادوا بي من الضَّرَر