أما أنت ذا نفر
ونحوها، وواو القسم في: ها الله.
وكون الهمزة للقريب، وما سواها للبعيد هو الصحيح، لأن سيبويه أخبر بذلك رواية عن العرب. ومن زعم أن أي كالهمزة في الاختصاص بالقرب لم يعتمد في ذلك إلا على رأيه، والرواية لا تعارض بالرأي، وصاحب هذا الرأي هو المبرد، وتبعه كثير من المتأخرين.
ولم يذكر مع حروف النداء "آ" و"آي" بالمد إلا الكوفيون، رووها عن العرب الذين يثقون بعربيتهم، ورواية العدل مقبولة.
ولا يجوز حذف حرف النداء إن كان المنادى "الله" أو ضميرا، أو مستغاثا، أو متعجبا منه، أو مندوبا. نحو: ياالله، وياإياك، ويا لزيد، ويا للماء، ويا زيداه. فإن كان غير هذه الخمسة جاز الحذف، إلا أن جوازه يقل مع اسم الإشارة، واسم الجنس المبني للنداء. ومن شواهد الحذف مع اسم الإشارة قول ذي الرمة:
إذا هَمَلتَ عيني لها قال صاحبي ... بمثلِكَ هذا لوْعَةٌ وغرامُ
أراد بمثلك يا هذا، ومثله قول رجل من طيء:
إن الألَى وُصِفوا قومي لهم فبهم ... هذا اعْتَصم تَلْقَ من عاداك مخذولا
ومنه قوله:
ذي دعي اللّوْمَ في العطاءِ فإنّ الـ ... لومَ يُغْري الكرامَ بالإجْزال