فإن صُدِّرت الجملة المجاب بها القسم بفعل مضارع وكان مثبتا، فإما أن يراد به الاستقبال أو يراد به الحال. فإن أريد به الحال قرن باللام ولم يؤكد بالنون لأنها مخصوصة بالمستقبل، فمن شواهد إفراد اللام لكون الحال مقصودا قول الشاعر:

لئن تكُ قد ضاقتْ عليكم بيوتُكم ... ليَعْلمُ ربيّ أنّ بيتي واسعُ

ومثله:

لعمْري لأدْري ما قضى اللهُ كونَه ... يكونُ، وما لم يقضِ ليس بكائن

ومثله:

وعيشكِ ياسَلْمى لأوقنُ أنّني ... لما شئت مُسْتحْلٍ ولو أنّه القتل

ومثله:

يمينا لأبغضُ كلَّ امرئ ... يُزخرفُ قَولا ولا يَفْعَلُ

وإن أريد بالمضارع المثبت الاستقبال وقرن به حرف التنفيس أو قدّم عليه معموله امتنع أيضا توكيده بالنون، ولزم جعل اللام مقارنة بحرف التنفيس أو للمعمول المتقدم: فمن مقارنتها حرف التنفيس قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ومنه قول الشاعر:

فو ربّي لسوف يُجزَى الذي أسْـ ... لَفه المرءُ سَيّئا أو جميلا

ومن مقارنتها المعمول المتقدم قول الله تعالى (ولئن مُتّم أو قُتِلْتُم لإلى اللهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015