ردُوا فواللهِ ما ذُدْناكم أبدا ... ما دام في مائنا وردٌ لنزّالِ
ومن ورود ذلك في المنفي بإن قوله تعالى (ولئن زالتا إنْ أمسكهما من أحد من بعده) وندر نفي الجواب بلن في قول أبي طالب:
واللهِ لنْ يصلوا إليكَ بجمعهم ... حتى أُوارى في التراب دفينا
وندر أيضا نفي الجواب بلم فيما حكى الأصمعي أنه قال لأعرابي: ألك بنون؟ فقال: نعم وخالقهم لم تقم عن مثلهم منجبة. ومثال تصدير الجواب في الطلب بفعل طلب قول الشاعر:
بعَيْشكِ ياسَلْمى أري ذا صَبابة ... أبى غير ما يُرضيك في السرّ والجهر
ومثال تصديره بأداة الطلب قول الشاعر:
بربّك هل للصَبّ عند رأفةٌ ... فيرجُوَ بعد اليأسِ عَيْشا مجدّدا
ومثال تصديره بإلّا قول الشاعر:
بالله ربِّك قلتِ صادقة ... هل في لقائِك للمَشْغوفِ من طمع
ومثال تصديره بلمّا التي بمعنى إلا قول الراجز:
قالت له باللهِ يا ذا البُردَيْن ... لمّا غنثت نَفَسا أو اثنين
ولا تدخل اللام على جواب منفي إلا إذا نفي بما، ولا تدخل عليه وهو منفي بها إلا في الضرورة كقول الشاعر:
لعَمْرُكِ ياسَلْمى لما كنت راجيا ... حياةً ولكنَّ العوائدَ تُخْرَق