قال صلى الله عليه وسلم: (والصبر ضياء) فيصبر الإنسان على قضاء الله عز وجل وقدره، وعلى البلاء والمصائب، والمصيبة تؤذي العبد وقد تحرقه من شدتها وقسوتها، ولكنه يصبر وينتظر الأجر من الله، فيجد النور والضياء والأجر من الله سبحانه وتعالى على الصبر.
ولا يؤجر الإنسان على الصبر إلا إذا عانى من المشقة، وصبر على الأمر الصعب الشديد الذي كأنه يحرقه.
ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر بأنه ضياء، ففرق بين وصف الصلاة بأنها نور، ووصف الصبر بأنه ضياء.
فإن الصلاة فيها سهولة، وليس فيها مشقة شديدة، ولكن الصبر كظم للغيظ وكتم للحزن، ولذلك فإن سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام لما صبر على فقد ابنيه ابيضت عيناه من شدة كظمه غيظه، كما قال تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف:84]، أي: من شدة كتمه غيظه وحزنه ابيضت عيناه وذهب نورهما، فالصبر ضياء.