"وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت: أن لا، قلت: فلو كان من آبائهم ملك قلت: رجل يطلب ملك أبيه" بالإفراد، وفي روايةٍ بالجمع: (آبائه) فإن قيل: لم قال هرقل في هذين الموضعين (فقلتُ) يعني السؤال الثاني والثالث (فذكرتَ، فقلتُ) والسؤال الثاني: (قلتُ فلو كان) في السؤال الأول والرابع، شوف صيغة السؤال والجواب، (سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك) ما قال: (قلت فكذلك) وفي الرابع على ما سيأتي ما في (قلت) الثاني والثالث (سألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت: أن لا، فقلت) (وسألتك هل كان من آبائهم من ملك؟ فذكرت: أن لا، قلتُ: فلو كان) فإن قيل: لمَ قال هرقل في هذين الموضعين: فقلت؟ نسب التعقيب له؛ لأنهما مقاما فكرٍ ونظر، بخلاف غيرهما من الأسئلة فإنها مقام نقل، بقية الأسئلة، الأسئلة مجموعها عشرة، في هذين الموضعين قال: قلت، نسب التعليق له، الأسئلة الثمانية ما قال: قلت؛ لأنه تلقاها من الكتب السابقة نقلاً، في الموضعين السؤال الثاني والثالث قال: قلت؛ لأن هذين الموضعين مقام فكر ونظر، هذا من تلقاء نفسه جاء بهذا التعقيب، بخلاف غيرهما من الأسئلة فإنها مقام نقل.

"وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت: أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر" اللام فيه تسمى لام الجحود، لملازمتها النفي، وفائدتها تأكيد النفي {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} [(33) سورة الأنفال] هذه تسمى لام الجحود، الكذب على الناس قبل أن يظهر رسالته ويكذب على الله بعد إظهارها.

"وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت: أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسول" غالباً لأنهم أهل الاستكانة، بخلاف أهل الاستكبار المصرين على الشقاق بغياً وحسداً كأبي جهل، ويؤيد استشهاده على ذلك قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [(111) سورة الشعراء] المفسر بأنهم الضعفاء على الصحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015