فقال: للترجمان، قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرتَ: أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلتُ رجل يتـ ....
يتأسى ويأتسي كلها جاءت في هذا وذاك.
لأنها كتب عندنا (يأتسي)
ولا فرق بين الروايتين، يأتسي أو يتأسى كلاهما وارد.
يتأسى بقولٍ قيل قبله، وسألتك هل كان في آبائه من ملكٍ؟ فذكرتَ: أن لا، فقلت: لو كان من آبائه من ملك قلت: رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت: أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت: أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت: أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتد أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر؟ فذكرت: أن لا، وكذلك الرسل: لا تغدر، وسألتك بما يأمركم؟ فذكرت: أنه يأمركم أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أعلم أني أخلص إليه لتشجمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه.
بعد أن أنهى هرقل الأسئلة التي سألها أبا سفيان عن حاله -عليه الصلاة والسلام-، والإجابات من أبي سفيان عقّب هرقل على هذه الأسئلة واحداً بعد الآخر، "فقال هرقل للترجمان: قل له -أي لأبي سفيان- سألتك عن نسبه -أشريف هو أم لا؟ - فذكرت أنه فيكم ذو -أي صاحب- نسبٍ" أو شريفٍ عظيم، "فكذلك الرسل تبعث في –أشرف- نسب قومها" وجزم به هرقل لما تقرر عنده في الكتب السابقة، "وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ " وفي نسخةٍ: (قبله) "فذكرت: أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت: رجل يأتسي بقولٍ قيل قبله"، يأتسي يقتدي ويتبع، وفي رواية: يتأسى.