يعني يمكن أن يقول: (فكيف كان قتالكموه؟ ) هنا يتأتى مجيء الضمير المتصل، والاختيار أن لا يجيء المنفصل مع إمكان مجيء المتصل، وقيل: (قتالكم إياه) أفصح من (قتالكموه) لاتصال الضمير، فلذلك فصله وصوبه العيني تبعاً للزمخشري، قال أبو سفيان: "قلت: الحرب بيننا وبينه سجال" بكسر السين، وتخفيف الجيم، أي نوب، نوبةً لنا، ونوبةً له، كما قال: "ينال منا وننال منه" أي يصيب منا ونصيب منه، والجملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب، قال هرقل: (ما) وفي نسخةٍ: (بما) وفي نسخةٍ: (فما) ذا يأمركم؟ " أي ما الذي يأمركم به؟ قال أبو سفيان: "قلت يقول: اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئاً" بالواو، وفي روايةٍ بحذفها: "لا تشركوا به شيئاً" وحينئذٍ فيكون تأكيداً لقوله: "وحده"، "واتركوا ما يقول: آباؤكم" من عبادة الأصنام وغيرها، مما كانوا عليه في الجاهلية، "ويأمرنا بالصلاة" المعهودة المفتتحة بالتكبير، المختتمة بالتسليم، وفي نسخةٍ: (والزكاة)، "والصدق" وهو كلام المطابق للواقع، وفي رواية: (بالصدقة) بدل الصدق، ورجحها البلقيني، "والعفاف" بفتح العين أي الكف عن المحارم، وخوارم المروءة، والصلة للأرحام، وهي كل ذي رحمٍ محرم لا تحل مناكحته لو فرضت الذكورة مع الأنوثة، ضابط المحرم أو الرحم التي تجب صلتها قالوا: كل ذي رحمٍ محرم لا تحل مناكحته ولو فرضت الذكورة مع الأنوثة، يعني لو قدر أن أحدهما ذكر والآخر أنثى لا تجوز المناكحة بينهما حينئذٍ تجب الصلة.

وقيل: كل ذي قرابة، الصلة لذوي الأرحام لكل ذوي قرابة، والصحيح عمومه في كل ما أمر الله به أن يوصل، قال في التوضيح: "من تأمل ما استقرأه هرقل من هذه الأوصاف تبيّن له حسن ما استوصف من أمره واستبرأه من حاله فما أعقله من رجل لو ساعدته المقادير بالاتباع" يعني لو كتب له أن يسلم، لا شك أن هذه الأسئلة تنم عن عقلٍ راجح، لكن إرادة الله -سبحانه وتعالى- له وإيثاره للدنيا على الآخرة، الفاني على الباقي لا شك أن هذا شيء مقدر عليه لكن باختياره وبإمكانه أن يختار الباقي على الفاني، والأمر يومئذٍ لله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015