من الأمثلة على الأحاديث الموضوعة: ما وضعه بعض الأحناف تعصباً للإمام أبي حنيفة، وركبوا متناً على سند، وقالوا: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: سراج أمتي أبو حنيفة.
يرفعون إمامهم مع أنه مرفوع.
فالعلماء والفقهاء عيال على أبي حنيفة، لكنهم يريدون أن يكون أبو حنيفة كالشمس الساطعة وألا توجد نجمة بجانبه، فمن النجوم في سماء الفقه والحديث الإمام الشافعي، فأتوا بحديث موضوع على أبي حنيفة ثم بأحاديث موضوعة على الشافعي، وليتهم مدحوه، قالوا: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يخرج في هذه الأمة رجل أشر على هذه الأمة من إبليس، يدعى محمد بن إدريس.
هذه مصيبة بل أم المصائب، هل التعصب يفعل ذلك؟! نعم.
وممن رفع راية التعصب في زماننا هذا وكان متقناً في الحديث لكن التعصب أعماه، وحدا به الأمر إلى تضعيف أبي هريرة، ثم الطعن في بعض الصحابة.
الكوثري، فعلى الإخوة أن يحذروا من هذا الرجل إذا نظروا في كتبه، وينتبهوا سقطاته التي يغفل عنها كثير من الذين يقرءون كتبه.
أيضاً من الأحاديث والأكاذيب التي وضعها على النبي صلى الله عليه وسلم بعض المتعصبة لـ علي بن أبي طالب قالوا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: علي خير البشر؛ فمن شك في ذلك فقد كفر.
أي: من قال: أبو بكر خير من علي خرج من الملة، والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول: (لو كنت متخذاً من البشر خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً)، لكن نحن نقول: علي من خير البشر، واختلف بعض أهل السنة والجماعة هل هو ثالث ثلاثة أو رابع أربعة؟ هل هو أفضل أم عثمان؟ فـ أبو حنيفة والثوري ومن المتأخرين الشوكاني يرون أن علياً أفضل من عثمان.
وهذه المسألة مرجوحة وضعيفة جداً؛ لأن المهاجرين والأنصار قد اجتمعت كلمتهم على أفضلية عثمان، بل علي لم يفضل نفسه على عثمان؛ فقد خطب في الكوفة وقال: من فضلني على أبي بكر أو عمر جلدته حد المفتري، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ثم الله أعلم وسكت، ولم يفضل نفسه على عثمان رضي الله عنه وأرضاه.
والمقصود: أن المنازل عند الله جل في علاه، وهؤلاء هم خير الناس بحق، لكن أن يقال: علي خير البشر؛ فمن شك في ذلك فقد كفر، هذه مسألة ينظر فيها، فالذي وضع هذا الحديث كذاب خبيث.
أيضاً من أمثلة الأحاديث الموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما تكون مقطوعة أو موقوفة على الصحابي أو التابعي، غير متصلة السند إلى النبي، فإذا رفعت إليه أصبحت من قبيل الموضوع، مثال ذلك: علي: (كل الناس هلكى إلا العالمين، والعالمون هلكى إلا العاملين، والعاملون هلكى إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم) هذا مرفوع موضوع، لكنه صحيح موقوف على علي رضي الله عنه وأرضاه.
من أمثلة ذلك أيضاً: حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان لا يزيد ولا ينقص).
هذا الحديث من غير أن تبحث في إسناده تقول فيه: موضوع؛ لأنه مصادم للأدلة القطعية من الكتاب ومن السنة.
البخاري لما سمع هذا الحديث قال: قائل هذا الحديث لا بد أن يضرب ويحبس.
والإمام أبو محمد الجويني يرى أن الكذاب على رسول الله كافر، ونحن لا نوافقه في هذا الأمر فهو تشدد، لكن الأمر خطير وليس بالهين؛ فهو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيضاً من هذه الأمثلة: ما رواه البيهقي مرفوعاً عن الحسن مرسلاً: (حب الدنيا رأس كل خطيئة) هذا موضوع، لكن الصحيح أنه من كلام مالك بن دينار وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.