وآخر هؤلاء الرسل هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، خُتمت به النبوة والرسالة فلا نبي بعده، وهو نبي الساعة؛ لأنه بُعث بين يدي الساعة، يقول - صلى الله عليه وسلم -: " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم " (?).

يقول الشيخ: (الدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيّينَ مِن بَعْدِهِ}) فذكر الله في هذه الآية أول الرسل وآخرهم {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الخطاب لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وهو آخرهم، {كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} وهو أولهم، فجمع الله في هذه الآية بين طرفي سلسلة الرسل.

قال: (وكل أمة بعث الله إليها رسولاً من نوح إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ يأمرهم بعبادة الله وحده، وينهاهم عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الْطَّاغُوتَ} [النحل:36])

دين الرسل كلهم واحد هو الإسلام، فكل رسول بعثه الله إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينهاهم عن عبادة الطاغوت، ويدل لذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الْطَّاغُوتَ} فهذا يدل على أن دعوة الرسل واحدة ودينهم واحد هو: الإسلام، لكن الشرائع، وكيفية العبادات تتنوع وتختلف، وهناك عبادات في الشرائع الماضية موجودة في هذه الشريعة، فهي مشتركة، كالصلاة والزكاة والصيام بل والحج، كما دلت على ذلك النصوص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015