الظاهر الألف في فعل الاثنين، والواو في فعل جمع المذكر، والنون في فعل جمع المؤنث: فوجب أن تكون عند هؤلاء حروفا، وقد لزمت للدلالة على التثنية والجمع كما لزمت التاء للدلالة على التأنيث؛ لأنها لو كانت أسماء للزم إما وجوب الإبدال، أو التقديم والتأخير، وإما إسناد الفعل مرتين؛ واللازم باطل اتفاقا.
"حذف الفعل":
229-
ويرفع الفاعل فعل أضمرا ... كمثل "زيد" في جواب "من قرا"
"ويرفع الفاعل فعل أضمرا" أي: حذف من اللفظ؛ إما جوازا كما إذا أجيب به استفهام محقق "كمثل زيد في جواب من قرا" إذا جعل التقدير: قرأ زيد، ومنه {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 1، أي: خلقهن الله، أو مقدر2، كقراءة ابن عامر وشعبة {يُسَبَّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ، رِجَالٌ} 3 وقراءة ابن كثير "كَذَلِكَ يُوحَي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ"4 وقراءة بعضهم: "زُيِّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلُ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ"5، وقوله "من الطويل":
361-
ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائح