قال تعالى: {وَأَقْرَضُوا اللَّهَ} [الحديد:18] ، المسكين مصرفٌ للصدقة فقط؛ ولكن التعامل مع الله، فأنت تقرض الله، فهو أعطاك واستقرضك.
بعض الآباء يدلل بعض الأبناء فيعطيه ويعطيه ويعطيه ثم قد يقول له: يا فلان! أعطني خمسة ريالات، ثم أعطيك إياها في البيت.
فالولد يفرح، ويقول: أبي الذي أعطاني الآن يطلبني! تفضل! لأنه يعلم أن الذي طلب منه الخمسة الآن سيعطيه خمسيناً أو أكثر فيما بعد، لكن إذا قلتَ له: ما عندي شيء، وهو قد أعطاك في الصباح كذا وكذا، فسيقول: أعطيه ويبخل عليَّ؟! لكن رب العزة سبحانه يعطي ويتفضل، ثم يستقرض من عباده ليرحموا عباده، ويشفقوا عليهم، وليُشعر العبد بأن المال إنما هو من الله، وهو الذي سيجازيك؛ لأن من تتصدق عليه لا يستطيع أن يكافئك، فهو في حاجة إلى مساعدتك، فكيف يرد جميلك؟! لا يستطيع.
إذاً: حقيقة التصدق إنما هي إقراض لله سبحانه، {وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} والذي يقرض الله تكون نتيجته: أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يضاعف له القرض، ومع هذا له أجر كريم، والله سبحانه يضاعف لمن يشاء بعد السبعمائة.