يقول سبحانه وهو الملك القادر القاهر، وهو رب العزة وبيده نواصي الخلق، ولا يسأل عما يفعل، يقول: (حرمت الظلم على نفسي) ، مع أنه سبحانه لم يتوجه إليه ظلم؛ لأن الظلم هو: وضع الشيء في غير موضعه، أو تصرف المالك في غير ملكه.
فإذا كان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، فالمولى سبحانه لا يضع شيئاً إلا في موضعه.
وإذا كان الظلم هو تصرف الإنسان في غير ما يملك؛ فالله يملك الكون كله، وكل تصرف من الله فهو في ملكه وخلقه أينما كانوا.
إذاً: لا يتوجه إلى الله ظلم، ولا حاجة إلى النقاش في ذلك، لكن هل الظلم ممكن في حق الله أو ليس بممكن؟ إن الله يخبرنا: (إني حرمت) أي: منعت وتنزهت عن أن أظلم، مع أنه لا يسأل عما يفعل.