"في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب المصنفة"، "أصح الكتب المصنفة"، يعني لو قال: أصح الكتب بدون المصنفة، لزم أن يقول: بعد كتاب الله -جل وعلا-، أصح الكتب بعد كتاب الله -جل وعلا- انتهى الإشكال، لكن لما ذكر المصنفة، يعني هل نستطيع، يمكن أن نقول المصحف مصنف؟ لا، لا ولذلك خرج القرآن بالوصف المصنفة، فلا نحتاج أن نستثنيه فهما أصح الكتب المصنفة التي ألفها البشر، وإن كان جل ما فيها من كلام النبوة، وكلام النبوة وحي {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [(3 - 4) سورة النجم] أصح الكتب بالإجماع، والمفاضلة بين الصحيحين مسألة معروفة، والجمهور على أن البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد، ولذا يوصى طالب العلم أن يكون ديدنه ومحور بحثه البخاري، ويضيف إليهما ما في الكتب الأخرى من الزوائد، يضيف إليهما ما في الكتب الأخرى من الزوائد، يجعل محور العمل كله في البخاري، وينظر من وافقه من الأئمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015