((وإنما لكل امرئ ما نوى))، الذي ينويه من عمله يحصل له أجره، يحصل له أجره، ومفهومه أن الذي لا ينويه لا يحصل له أجره، فإذا افترضنا أن عملاً من الأعمال يحقق هدفين في آن واحد، يحقق هدفين في آن واحد، أنت في طريقك إلى المسجد لتؤدي الصلاة، وفي طريقك مريض تزوره في الله، أو في المسجد جنائز يصلى عليها بعد الصلاة، أنت رحت إلى، خرجت من بيتك لا ينهزك إلا الصلاة فقط، لكن لما وازنت البيت الذي فيه المريض قلت: فرصة الآن باقي على الصلاة ربع ساعة أمر وأزور هذا المريض، أنت من بيتك ما نهزك إلا الصلاة فليس لك إلا أجر الصلاة من بيتك، لكن زيارة المريض هذه التي طرأت لها أجرها منذ طرأت عليك وقصدتها وأما قبل ذلك فلا، ذهبت إلى المسجد تعرف هذا المسجد أنه يصلى فيه على الجنائز، وخرجت من بيتك بقصد الصلاة الفريضة، والصلاة على الجنائز تؤجر على الأمرين، وهذه النية من بيتك، وصلاة الجنازة إذا صليت عليها ثبت لك أجرها، يعني هل يستوى شخص ذهب إلى المسجد للصلاة فقط، وبين أجر شخص من ذهب إلى الصلاة، وصلاة الجنازة معاً، وخص هذا المسجد؛ لأنه تصلى فيه الجنائز؟ نقول هذا أجره أعظم، وأما من خرج إلى الصلاة، من خرج إلى الجامع الذي تصلى فيه على الجنائز له أجر نية الصلاة، وأجر نية صلاة الجنازة، لكن ليس له أجر الجنازة إلا إذا صلى على الجنازة يؤجر على النية الصالحة؛ لخروجه للصلاة الجنازة، لكن قدر أن ما في جنازة هل نقول: إن له قيراط، لا ليس له قيراط، إنما له أجر القصد والنية إلى هذا المسجد الذي تصلى فيه على الجنائز، مع الأجر أجر الصلاة حينما خرج من بيته قاصداً الصلاة، والصلاة على الجنازة، لكن من لم تخطر له الجنازة على باله وخرج لا ينهزه إلا الصلاة له أجر الصلاة، إن وجد جنازة وصلى عليها له قيراط وإن لم يقصدها من بيته، لكن هناك فروق بين هذه المقاصد.