((إنما الأعمال بالنيات)) ولا بد من تقدير يتعلق به المجار والمجرور، لا بد من تقدير المتعلق متعلق الجار والمجرور ((بالنيات))، فالذي يشترط النية لأي عمل من الأعمال يقدر الصحة، "إنما صحة الأعمال بالنيات"، أو "إنما الأعمال تصح بالنيات" وهكذا، والذي يجعل النية ليست بشرط وإنما هي مكملة، وهذا يمكن أن يندرج في ((أل)) الأعمال على ما ذكرنا، أن الأعمال إذا كانت شرعية فلا تصح إلا بالنيات، وإذا كانت عادية فلا يثاب عليها إلا بالنيات، فيتجه القول بأنها تصح أو تكمل يتم ثوابها بالنيات إذا كانت أعمالاً عادية، وإذا قلنا: إن أل في الأعمال هي العهدية فتقتصر على الأعمال التي يتعبد بها لله -جل وعلا-، فلا شك أن مثل هذا شرط صحة.

((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) هذا أيضاً حصر، والحصر عند أهل العلم ينقسم إلى: حصر حقيقي.

وحصر إضافي.

لا إله إلا الله، لا معبود بحق إلا الله -جل وعلا- حصر حقيقي؛ لأنه لا يخرج عن هذا الحصر أحد، وهناك حصر إضافي {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ} [(7) سورة الرعد]، إضافي لأن له صفات أخرى غير النذارة، ((إنما الربا في النسيئة))، "إنما الشاعر حسان" هذا يسمونه حصر إضافي للاهتمام والعناية بشأن من حصر فيه الوصف وإن وجد غيره، النبي-عليه الصلاة والسلام- له صفات أخرى غير النذارة له بشارة مثلاً، وله أوصف كثيرة جداً مذكورة في شمائله -عليه الصلاة والسلام-، وهناك شعراء كثر غير حسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015