رويّناه في مسندي الإمامين أحمد، المسند يطلق ويراد به الكتاب الذي تروى فيه الأحاديث بالأسانيد، والبخاري الجامع الصحيح المسند؛ لأنه تروى فيه الأحاديث بالأسانيد، والاصطلاح عند أهل العلم الذي استقر عليه أن المسند ما رتبت فيه الأحاديث على مسانيد الصحابة، كمسند أحمد، الدارمي له مسند مرتب على المسانيد أشار إليه الخطيب البغدادي في ترجمته من تاريخ بغداد، وأما المشهور المستفيض بين يدي الناس هو الذي يخرج منه، فهو سنن، على الأبواب، وليس بمسند، اللهم إلا على الاصطلاح الأول القديم، الذي يسمى فيه البخاري مسند، تروى فيه الأحاديث بالأسانيد:
ودونها في رتبة ما جعلا ... كمسند الطيالسي وأحمدا
على المسانيد فيدعى الجفلا ... وعده للدارمي انتقدا
ابن الصلاح عد الدارمي في المسانيد، مع أنه مرتب على الأبواب انتقد ابن الصلاح في هذا، اللهم إلا إذا كان يريد المسند الذي أشار إليه الخطيب، وهنا ذكر الدارمي باسم المسند، وقال: في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن.
سم.
قال المؤلف -عليه رحمة الله-:
عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ...
الذي يليه، عن أبي نجيح، الذي بعده.
عن أبي نجيح العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)) رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
في الحديث الثامن والعشرين يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: