يلومن إلا نفسه.

قد يتسبب إنسان في إضلال إنسان، ثم يتجه باللوم عليه، كما يفعل أهل النار -نسأل الله السلامة والعافية- يلومون الأتباع، يلومون المتبوعين، أنتم الذين أضللتمونا؛ لأنه قد يكون شخص سبب في إضلال شخص، سبب في إغواء شخص، أراد أن يصلي، قال: انتظر بعدين إن شاء الله، فما زال به حتى خرج الوقت، لا تلوم إلا نفسك، أنت الذي أطعته، فأنت مسئول عن ذنبك، وهو مسئول عن ذنبه وذنبك أيضاً؛ لأنه تسبب فيه، والله المستعان.

سم.

قال المؤلف -عليه رحمة الله-:

عن أبي ذر -رضي الله عنه- أيضاً أن ناساً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: ((أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون، إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة)) قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجراً)) رواه مسلم.

بعد وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف، هاه؟

طالب: ونهي عن منكر.

طيب.

يقول -رحمه الله تعالى-: "وعن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- أيضاً" لأنه هو راوي الحديث السابق "أن أناساً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" يعني من الفقراء، من فقراء المسلمين يعملون من شرائع الله بما يستطيعون، الأعمال البدنية ما عندهم فيها إشكال، لكن ليست لديهم أموال يتصدقون بها، وينفعون غيرهم، فحز في أنفسهم أن يكون لدى الأغنياء ما يتصدقون به، وليس عندهم ما يتصدقون به، أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا له -عليه الصلاة والسلام-: "يا رسول الله ذهب أهل الدثور -الأموال- بالأجور" يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون، يصلون ويصومون مثلما نفعل، ويزيدون علينا بالصدقة، يتصدقون بفضول أموالهم، القدر الزائد مما يحتاجون إليه من أموال يتصدقون به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015