البنت، مع أنه تيقن أنها هي التي في الرؤيا، فشيد لها قصراً منيفاً جزم أن العنكبوت لا تدخله، جزم أن العنكبوت من أي جهة تجئ؟! فإذا به في يوم من الأيام جالس مع زوجته، فإذا بالعنكبوت تنزل من السقف، تذكر الرؤيا قال لها: أنت تموتين بسبب هذه الحشرة، قالت: هذه حشرة أموت بسببها، فقامت ففركتها بعرقوبها في الأرض بعقبها فأصيبت بالعقب بالأكلة، هذه نوع من الجذام صار هذا العقب يتآكل شيئاً فشيئاً إلى أن ماتت بسببه.
هذه القصة لم يرد بها حديث صحيح وإلا خبر عن الصادق، لكنها لها دلالات، ويؤتى بها في تفسير الآية للمناسبة؛ لأنه وضع القصر المشيد المنيف، ومع ذلك نزلت بها المنية مع هذه الاحتياطات.
((رفعت الأقلام، وجفت الصحف)) المقادير كتبت قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ((رفعت الأقلام، وجفت الصحف)) ما في الآن إلا أن كلاً ميسر لما خلق له، إذا تبي تغير مما كتب الله لك ما يمكن، إلا ما يقال في البر والصلة ((من أراد أن ينسأ له أثره، ويبسط له في رزقه فليصل رحمه)) على الخلاف بين أهل العلم في الزيادة الحاصلة عن الصلة، منهم من يقول: زيادة حقيقية، ومنهم من يقول: زيادة معنوية، بركة في الوقت، وليست زيادة حقيقية في عدد السنين، الخلاف في هذه المسألة معروف، والأمر فيها ثابت.