الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسير سورة النساء عند قوله -جل وعلا-: {وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} [(78) سورة النساء] ذكر قصة لشخص من الأمم السابقة كان عبداً عند أسرة مملوك، وكانت المرأة في الشهر الأخير، في الأيام الأخيرة من حمل، فرأى هذا العبد رؤيا، فقال: إن هذه المرأة سوف تلد بنتاً، وسوف تزني هذه البنت مائة زنية، وتكون في النهاية هي زوجتك، هذه البنت، فولدت بنتاً، فقيل له: أحضر السكين من أجل قطع السرة، فأحضر السكين وبقر بها بطن البنت، لماذا؟ لأنه قيل له: إنك تتزوج هذه البنت وسوف تزني مائة زنية، أراد أن يتخلص منها، بقر بطنها وهرب إلى بلد اشتغل فيه بالتجارة، فصار من الأثرياء، وبعد عشرين سنة عاد إلى بلده، وأراد أن يتزوج من بلده، وعلى يقين أن تلك البنت قد ماتت، فأوصى امرأة أن تخطب له أجمل بنت في البلد، وكان من تمام الرؤيا أنها ستموت بسبب العنكبوت، الحشرة الضعيفة هذه، ألفى على امرأة عجوز قال لها: أريد أجمل بنت في البلد، فخطبت هذه البنت، عولجت البنت خيط بطنها وشفيت وعوفيت، فخطبت له هذه البنت، ودفع ما دفع، ودخل بها فرأى أثر شق البطن، عرف أنها هي، ما كان يظن أو يتوقع ولا واحد بالألف أن تلك البنت موجودة في الأحياء، لما رأى أثر شق البطن تذكر الرؤيا، ثم سألها هل حصل منها شيء؟ هل قارفت شيء؟ قالت: نعم، إنه حصل منها شيء، قال: مرة أو مرتين؟ قالت: الله أعلم كثير، قال: مائة، قالت: الله أعلم، لكن ليست ببعيد، الرجل لما رأى هذه البنت وأعجبته وأشرب قلبه حبها ما استطاع المفارقة؛ لأن هذه المشكلة أن الإنسان قد يفتن ببنت لجمالها، ثم لا يستطيع مفارقتها، وقد تؤثر عليه في دينه، وقد يغمض عن عينيه أشياء مخلة لدينه، وقد تكون مخلة بعرضه، إذا فتن بها، عمران بن حطان كان من خيار الناس، فخطب امرأة من الخوارج جميلة، وقال: نكتسب أجر الدعوة ندعوها إلى مذهب أهل السنة، والحاصل العكس ما زالت به حتى صار من رؤوس الخوارج، -نسأل الله السلامة والعافية-، وكثير من الإخوان يقول: نطلب الجمال والدين يجي بالدعوة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك)) أقدم على الزواج بهذه