يحدثنا واحد من الإخوان يعمل في مستشفى تخصصي، قال: إن الأطباء اجتمعوا حول مريض، وقرروا أنه ميت دماغياً، فاستدعوا إخوانه لأن والده ميت، إخوانه أربعة، فقالوا: ما دام الأمر كذلك، وعندنا مرضى واحد يحتاج إلى كلية، وواحد يحتاج إلى عين، وواحد يحتاج إلى كذا، فما رأيكم وهو ما يضيره الآن هو ميت، ثلاثة من الإخوة وافقوا، والرابع رفض، قال: والله ما نملك أن نتصرف فيه، علماً بأن مسألة التبرع بالأعضاء هذه لا يملكها أحد لا المريض ولا غير المريض، نفسه ليس بملكاً له، وإن أفتى من أفتى بجواز ذلك.
على كل حال المسألة معروفة، لكن هذا الحاصل، ثلاثة وافقوا وواحد رفض، هذا المريض الذي يفاوض عليه يسمع الكلام، لكنه لا يستطيع أن يحرك شعرة، أراد الله -جل وعلا- له أن يفيق، والله إن المسألة حقيقية يا الإخوان، واحد وقف عليها وهو ثقة من الثقات، ويحدثني مباشرة، ولما أفاق وعوفي وشفي صارت العداوة بينه وبين إخوته الثلاثة، وصار الرابع أقرب الناس إليه، الرجل يبي يشلحونه، وهو يسمع الكلام، يسمع الكلام الآن سبحان الله، هؤلاء الأطباء ما استطاعوا أن يضروه، لماذا؟ لأن الله لم يكتب عليه هذا الضرر، وإلا كم من واحد تصرف فيه، بل كتب الله عليه الضرر فتضرر، والله المستعان.
((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك)) ما يستطيعون، جميع الأسباب متوافرة للنفع، والله -جل وعلا- لم يرد له الانتفاع لا يمكن أن ينتفع ((إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)) اجتمعت الأمم من الجن والإنس من ناطق وأعجم كلهم اجتمعوا على أن يضروا فلاناً وأن يقتلوه، أو يسيئوا إليه، والله -جل وعلا- لم يكتب عليه هذا الضرر لا يمكن أن يصلوا إليه.