نفس بامتثال الأمر فأمة كاملة يؤمرون بذبح بقرة: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} [سورة البقرة: 71] ما كادوا يفعلون هم يتصورون أن الله -جل وعلا- مع كثرة الأسئلة - تعالى الله عما يعتقدون - أنه مثل بعض الناس إذا أكثرت عليه قال: خلاص ما أبي منك شيء، إذا طلب منك شيء تردد عليه كذا, وإلا كذا, وإلا كذا, ثم ترجع ثم تروح ثم تأتي كذا وإلا كذا, حتى يمل ويقول خلاص ما أبي منك شيء، هم يتبرمون بكثرة هذه الأسئلة من أجل أن يتنصلوا عن الامتثال {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} شخص واحد يؤمر بذبح ولده الوحيد الذي جاءه بعد أن هرم وكبرت سنه لما أمر بذبح ابنه تله للجبين ما يحتاج أن يراجع، يعني: فرق بين امتثال وامتثال يعني زيد وعمرو من المسلمين يصلون مع المسلمين, لكن هذا إذا سمع الأذان شمر وتجهز وخرج للمسجد، وهذا إذا سمع الأذان اضطجع, وتلين شويه كأنه يريد أن ينقل صخرة وإلا شيء من هذا, إلى أن تفوته الصلاة كحال المنافقين {قَامُواْ كُسَالَى} [سورة النساء: 142] فرق بين هذا وهذا وإن كان الكل منهم يصلي, لكن فرق بين أن يمتثل يأخذ ما أمر به بقوة وبين من يأخذ ما أمر به على التراخي، كثرة المسائل لا شك أنها تضيق على هذا السائل وإلا لو امتثل من أول الأمر لكفى ما يقع عليه المسمى، امتثل بما يقع عليه المسمى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015