{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن: 16]
نقول كلامه صحيح, وإلا غير صحيح؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
صحيح الله -جل وعلا- يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن: 16] وأنا ما استطعت أملك نفسي، نقول الآية فيها إجمال، التقوى تشمل الأوامر والنواهي لكنها على سبيل الإجمال الذي بينه حديث أبي هريرة، وعلى هذا لا يقبل من أحد كائناً من كان أنه قتل إنسان قال: ما استطعت أن أرى قاتل أبي ولا أقتله، يعذر؟ يقول ما استطعت نقول: لا ما في ما استطعت بالنسبة للمحرمات، يقول: رأيت هذه المرأة متبرجة متبذلة ما استطعت أن أملك نفسي، نقول: ما قيد بالاستطاعة, يقول: هو اعتاد وأدمن الخمر وتعود عليه ثم تاب وتركه لما رأى الشراب يقول: والله ما استطعت, يعذر وإلا ما يعذر؟ في كل هذا لا يعذر ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم)) هذا الحديث عمدة من يقول: أن ترك المحرمات أعظم وأولى من فعل الواجبات، بمعنى أنه إذا أوجب عليك الشرع شيئا ولا يمكن تحقيقه إلا بارتكاب محرم, فترك المحرمات أوجب من فعل الواجبات، وهذا يقول به الإمام أحمد وغيره, والحديث يدل عليه؛ لأنه ما في مثنوية ترك المحرمات بينما فعل المأمورات مربوط بالاستطاعة, وهذا قول الإمام أحمد بل هو قول أكثر العلماء، ويرى جمع من أهل العلم العكس, وهذا ما يختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، يقول: إن فعل الواجبات أولى وهذا معلوم أنه عند التعارض، عند التعارض, وعند الموازنة، عند الموازنة في الأعمال فعل المأمورات أولى من ترك المحظورات لأمور, منها: أن معصية آدم بارتكاب محظور, ومعصية إبليس بترك مأمور، ولا شك أن معصية إبليس أشد من معصية آدم.