ينفتح الصدر، ويستعد لقبول ما يلقى إليه، ما رأيك في كذا وقد قيل به في هذا الوقت، وقال به فلان من المتقدمين؟ لا يشعر أنه هو المقصود مباشرة، لكنه لكن عامة أهل العلم على خلافه والدليل الفلاني يقتضي رده وهكذا .. المقصود أنه يأتي بأسلوب مناسب ليدخل إلى قلب هذا الشيخ, لا سيما إذا كان كبيراً في السن كبيراً في العلم، وكل وإنسان يعامل بما يليق به.

العامة نصيحتهم ظاهرة بدلالتهم على الخير, وكفهم على الشر باللين, والحكمة, والرفق، فيدلون على ما يصلح شأن دينهم ودنياهم، حتى لو وجدت إنساناً دخل في مشروع يغلب على ظنك أنه يخفق فيه تنصحه، تقول: هذا المشروع والذي يظهر والله أعلم وقد جُرب, أنه لا جدوى من ورائه هذه نصيحة، وإذا كان ينشغل بأمور مفضولة ويترك أمور فاضلة تُسدى له النصيحة, بأن يهتم بالأهم فالأهم.

وجدت على هذا الشخص ملاحظة, أو نقل من قبل أهلك نقلوا لك ملاحظة على أهله إن كان أهلك ممن يستطيع التغيير والنصح يقدم النصيحة للأهل مباشرة، وإذا كانوا لا يستطيعون ونقلوا لك فعليك أن تسدي النصيحة لقيِّم هذه المرأة, وولي أمرها؛ فيحصل الخير لا سيما مع الرفق واللين، ولا مانع من أن تبدى بعض المحاسن، يقال: والله يا فلان أنت يلاحظ عليك ما شاء الله المبادرة إلى المسجد, والمحافظة على الصلوات، والإكثار من قراءة القرآن، وما شاء الله كل يدعو لك ويثني عليك, لكن يلاحظ أن ثوبك نازل قليلاً عن الكعب, ولا يخفى عليك ما جاء من قوله - عليه الصلاة والسلام-: ((ما أسفل من الكعبين فهو في النار)) , ولا يظن بك أنك تجر ثوبك خيلاء, لكن هذا النص وعليك أن تمتثل بالأسلوب الذي يحقق المصلحة, بمثل هذه الطريقة يقبل الحق، لكن لو قلت له مباشرة: هل تعلم أن جُزأك الأسفل في النار، وأبو طالب عليه نعلين من نار يغلي منهما دماغه، مباشرة إيش يرد؟ هذا في الغالب لن يقبل، لكن بالأسلوب المناسب يبين له ما عنده من محاسن لكي تستطيع أن تلج إلى قلبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015