أيضاً بعض الشباب يكون عندهم حماس، يرون بعض المنكرات فيأتون إلى العالم أو طالب العلم مندفعين، بعضهم يرى أن هذا منكر، وهو في الحقيقة ليس بمنكر أو مما اختلف فيه, أو الأثر المترتب عليه ما يستحق كل هذه الحماسة، وبعض المشايخ لا يوفق لمعالجة أوضاعهم فيزيد الطين بلة، يعني: بدلاً من أن يكون متحمس على مسألة يتحمس على مسائل ثم على هذا العالم, ويجر إليه بقية العلماء، يقول بقية العلماء بهذه الطريقة, ثم ينقم على المجتمع كله، لكن ماذا لو إذا جاء هذا الشاب المتحمس وقد رأى منكراً، ولا يظن به أنه جاء إلا لتغيير هذا المنكر، والنبي - عليه الصلاة والسلام - يقول: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه)) هذا العالم أو طالب العلم الذي أتى إليه هذا الشاب أو هؤلاء الشباب لا بد أن يتعامل معهم بأسلوب يمتص هذا الحماس منهم، لا يقال: أن الغيرة تزال من قلوبهم لا، الغيرة لا بد منها لكن بإزاء هذا المنكر يدعى لهم ويقول: أنتم ما جئتم إلا غيرة لله, وعلى محارم الله, وعلى أعراض المسلمين, وعلى كذا وجزاكم الله خير، لكن تعلمون أن كذا وكذا, يعني: يقدم بمقدمة ثم يلج إلى قلوبهم, ويملي عليهم ما شاء، وهو بدوره بلغته هذه الرسالة منهم, وعليه أن يوصلها إلى من فوقها وتنحل الأمور والإشكالات بهذه الطريقة، أما أن توصد الأبواب في وجوه الشباب هذه آثارها ليست بجيدة, ينقمون على هذا العالم، ويطردون يقولون كل العلماء بهذا الطريقة ما وجدنا من يستقبلنا, ثم بعد ذلك ينقمون على المجتمع ويحصل منهم ما يحصل، وليس هذا بمبرر لمن يحصل منه ما يحصل، أنه استعمل معه هذا الأسلوب وأن يكون مبرر له أبداً، هو المسئول الأول عن عمله، ويسأل عن عمله أيضاً المتسبب، لكن لا يعفيه أنه سلك معه هذا المسلك أن يخرج بأعمال تخريبية, أو ما أشبه ذلك, أبداً هذا لا يعفيه من المسئولية هو المسئول الأول عن عمله لكن أيضاً المتسبب له دور في مثل هذا، فعلينا أن نعالج الأمور كلها بالحكمة، فمثل هذا الشاب المتحمس الغيور, الذي رأى رجل مثلاً يخاطب امرأة, أو رأى امرأة كاشفة متبرجة, وأراد أن يحد من هذه المظاهر السيئة يأتي، هو لا يستطيع أن يصل