فقد يشاع عن فلان أنه أفتى بكذا، ثم إذا ذُهب إليه ونُصح نفى، قال: لم أقل هذا, وإن وجد في بعض صفوف طلاب العلم, من يقول الكلام ثم ينفيه، يقول: ما قلت فيزيد الطين بِله، يزيد المخالفة الشرعية يزيد يضيف إليها الكذب, - نسأل الله العافية -، هذا حُفظ على بعض من يتصدر الفتوى في وسائل الإعلام ثم بعد ذلك ينفي، لكن العبرة بأهل العلم الصالحين المصلحين المخلصين، أهل العلم والدين والتقوى والورع والعمل، هؤلاء ليسوا بمعصومين، ليسوا بمعصومين، يصدر منهم الفتوى التي لم يستفرغ وسعه وجهده في دارستها والنظر في عواقبها, فيذهب إن كانت النصيحة بواسطة من يهابه هذا العالم لعلمه أو سنه، أو لطريقته في معالجة الأمور, كان أفضل وإلا فعلى من سمع أن يذهب إلى هذا العالم, ولا يقول له: أنت قلت كذا وهو خطأ، لا، يأتي على سبيل الاستفهام، يقول: يا ... يسأله مسائل, يدخل هذه المسألة من بين هذه المسائل؛ لأن النفس تأنف من المواجهة، النفس البشرية جبلت على هذا، وهو موجود وملاحظ في عصرنا، النصيحة ثقيلة حتى عند طلاب العلم، يعني تأتي إلى إمام مسجد وتقول له: حصل منك كذا، لا يطيق مثل هذا الكلام، وهو في الأصل طالب علم حافظ القرآن كل هذا لأن النفوس والنيات مدخولة, ليست صافية وإلا فالمفترض أن يفرح بمن أهدى إليه هذه النصيحة، إذا جاء إلى العالم يقول له: ما رأيك في كذا؟ وما قولك في كذا؟ وينبسط معه في الكلام حتى ينشرح له صدره، ويسأله عن مسائل يجيدها هذا العالم ويميل إليها, ويرتاح إليها, حتى يجد الطريق والمسلك إلى قلبه، ثم يقول: ما رأيك في كذا؟ ما رأيك في كذا؟ يعني معالجة الأمور لا بد منها بالحكمة؛ لأن الهدف الإصلاح, فليس الهدف أن يقول: والله فلان ذهب إلى الشيخ الفلاني الكبير وغير رأيه، هل هذا هو القصد؟ هل هذه هي الغاية؟ أبداً الغاية أن المنكر يزول، فعلينا أن نستعمل الوسائل المناسبة، والناس يتفاوتون في قدراتهم, وإدراكهم، بعض الناس من أول وهلة تستطيع أن تدلي بما تقول من أول كلمة، والأمر عنده سهل ولا ينتبه لما تصبو إليه وتريد من أول الأمر، وبعضهم لا، لا بد أن تأتي بمقدمات وتشرق وتغرب ثم في النهاية تعطيه ما عندك، كل هذا من أجل أن