يقول: يحيى بن أكثم لما حججت عرضت القصة على سفيان بن عيينة فقال لي: هذا موجود في القرآن، هذا موجود في القرآن {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9] تكفل الله بحفظه، وقال في الكتب الأخرى: {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ} [سورة المائدة: 44]، فلم يحفظوا؛ فالقرآن كلام الله تكلم به - جل وعلا - بصوت وحرف مسموع، سمعه جبريل، سمعه جبريل من الله - جل وعلا -، ونزل به جبريل إلى النبي - عليه الصلاة والسلام -، ومنه - جل وعلا- بدأ وإليه يعود، منزل غير مخلوق إلى غير ذلك مما يتعلق بعقيدة سلف هذه الأمة وأئمتها في القرآن فعلينا أن نعتقد ذلك وهو عين النصيحة لكتاب الله, إضافة إلى العمل به، والائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، إضافة إلى تلاوته حق تلاوته, على الوجه المأمور به, بالتدبر والترتيل، وتعظيمه وعدم امتهانه، وكل ما فيه تعظيم للقرآن فهو مطلوب وهو من النصيحة لكتاب الله، وكل ما يفهم منه ما يخل بهذا التعظيم فإنه ممنوع، فلا تمد الأرجل كما جاء في السؤال إلى القرآن؛ لأنه امتهان, ولا يكتب على ورق فيه قذر, أو شيء من نجاسة, أو ما أشبه ذلك، أو يوضع في مكان متنجس، أو يدخل به في أماكن غير محترمة، كل هذا من امتهان القرآن وعدم النصح له، فاحترامه وتعظيمه, واعتقاد أنه منزل من عند الله - جل وعلا - غير مخلوق، ومنه بدأ ومنه يعود في آخر الزمان, والعمل به بجميع الأوامر فتفعل, وجميع النواهي فتترك على ما سيأتي في حديث: ((إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم, وما نهيتكم عنه فاجتنبوه)) سيأتي بالحديث في الدرس القادم - إن شاء الله تعالى-.