((لله، ولكتابه))، الكتاب: هو القرآن المحفوظ بين الدفتين الذي نزل به جبريل من عند الله - جل وعلا - على قلب محمد - عليه الصلاة والسلام-، وتناقلته الأمة جيلاً بعد جيل، ووصل إلينا كما نزل محفوظ، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9]، محفوظ كما أنزل، مصون من الزيادة والنقصان، لا يجوز أن يزاد فيه حرف, ولا يجوز أن ينقص منه حرف، وقد تكفل الله بحفظه, فلم يتطرق إليه التغيير والتبديل، بينما الكتب السابقة استحفظوا عليها، وُكِلَ حفظها إلى البشر, فما حفظوها بل غيروا, وبدلوا, وحرفوا, وزادوا ونقصوا، ولا أدل على ذلك أنك لا تكاد تجد نسختين من كتاب واحد متطابقتين، وذكر البيهقي في الشعب, في دلائل النبوة، ذكر البيهقي في الدلائل: أن القاضي يحيى بن أكثم دعا يهودياً إلى الإسلام فما استجاب، ولما كان على رأس السنة, يعني: بعد مضى سنة كاملة جاء هذا اليهودي ليعلن إسلامه عند يحيى بن أكثم فقال له: ما الذي منعك من الإسلام لما دعوتك في العام الماضي، وجئت مسلماً في هذا العام؟ قال: في هذه المدة نسخت نسخاً من التوراة، وزدت فيها ونقصت وقدمت وأخرت فذهبت بها إلى اليهود فاشتروها مني واعتمدوها, وصاروا يقرؤونها ويعملون بها، ثم عمدت إلى نسخ نسختها من الإنجيل وفعلت فيها كما فعلت بالتوراة، ثم ذهبت بها إلى النصارى في سوقهم فاشتروها مني تخطفوها من يدي وقرؤوها وعملوا بها، وقد صنعت فيها ما صنعت، ثم عمدت إلى نسخ من القرآن نسختها وغيرت فيها شيئاً يسيراً, لا يكاد يفطن له, فلما عرضتها على الوراقين من المسلمين كل من رآه رماه في وجهي، وقال هذا محرف، فجزمت بأن هذا الدين هو الحق، وأنه هو المحفوظ وهو الباقي.