بعضهم يتورع، وفي شيء من التداخل بين الحديثين نعم، في المشتبهات يتورع عن أمور، ويكلف نفسه، ويكلف من تحت يده أمراً قد لا يطيقه، أو يشق عليه مشقة بالغة، وإذا تأملنا في الصيام في السفر وجدنا أن الشرع لا يقر مثل هذا التشديد على النفس، وعلى من تحت اليد، الصيام في السفر الأصل فيه أنه جائز وصام النبي -عليه الصلاة والسلام- في السفر، وسافر معه الصحابة منهم المفطر، ومنهم الصائم، والمفطر لا يعيب على الصائم، والصائم لا يعيب على المفطر، لكن إذا وجدت المشقة المحتملة ذهب المفطرون بالأجر إذا زادت المشقة ((ليس من البر الصيام في السفر))، إذا زادت المشقة أولئك العصاة.
فالمشقة منتفية في شريعتنا، ولله الحمد إن الدين يسر، الدين يسر، فلا يسوغ للإنسان أن يرتكب على حد زعمه عزيمة تشق عليه، وتعوقه عن تحصيل ما ينفعه من أمور الدين والدينا وكذلك إذا ألزم غيره بذلك فهو الأمر أشد؛ لأن الإنسان قد يتحمل، لكن كيف يحمل نساء وذراري لا يتحملن ذلك؟ ونقول هذا الكلام وقد لا يوجد من يفعل هذا إلا نادراً، وإن كنا بحاجة إلى الإفاضة في الضد في المقابل؛ لأن التوسع هو سمعة العصر لانفتاح الدنيا على الناس.
((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) طيب، قد يقول قائل: إن عثمان -رضي الله عنه- أحدث الأذان الأول يوم الجمعة، أحدث الأذان الأول يوم الجمعة فهل هذا يدخل في الحديث، أو لا لماذا؟
لأنه خليفة راشد، خليفة راشد وقد أمرنا بالإقتداء به ((عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ))، عمر -رضي الله تعالى عنه- في صلاة التراويح كان الناس في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعهد أبي بكر، وصدر من خلافة عمر يصلون أفراداً ثم جمعهم عمر -رضي الله عنه- على إمام، فخرج ذات يوم فإذا هم يصلون فقال: نعمت البدعة وهذا في الصحيح، فهل نقول: إن هذه بدعة يعاتب عليها ويلام عليها؟
هذا ينتقد الكلام في بعض المتصوفة، وما يضاف إليهم في كتب الشعراني، وغيرها؟
في كلام طويل لا داعي لذكره ولسنا بحاجة إلى قراءته ... ، قال: هؤلاء أئمة وسادة. . . . . . . . . -والله المستعان-.