واليوم الآخر هو مقابل الدنيا، والحد الفاصل بين الدنيا والآخرة بالنسبة لكل إنسان هو موته، فإنه إذا مات قامت قيامته، وانتقل من دار العمل إلى دار الجزاء، والذين يكونون في آخر الزمان فإن الساعة تقوم عليهم، فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى التي تعقبها نفخة البعث فإن كل من كان حياً يموت، فيتساوى بالموت من مات في أول الدنيا ومن مات في آخرها، فالكل يموتون، وهناك بعد الموت داران: دار البرزخ، ودار ما يكون بعد البعث والنشور، فالإنسان إذا كان موفقاً فهو منعم في قبره وبعد ذلك، وإذا كان على خلاف ذلك فإنه يكون معذباً في قبره وبعد ذلك، وقد يكون نصيبه من العذاب هو ما يكون في قبره.
وعلى هذا فكل إنسان في هذه الدار هو في سفر إلى الآخرة، وكل يوم يمضي من عمره فإنه يقربه من الأجل والنهاية، فكل إنسان له أجل ينتهي إليه قد قدره الله وقضاه، وإذا جاء الأجل فليس هناك تقدم ولا تأخر، وإنما يكون في الوقت الذي شاءه الله تعالى، وبأي سبب من الأسباب، فإما أن يموت بالغرق، أو بالحرَق، أو بالقتل، أو يموت على فراشه، أو بغير ذلك من الأسباب، وبذلك ينتهي من دار العمل وينتقل إلى دار الآخرة.